قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( والجن مكلفون كتكليف الإنس ، ففيهم الفساق والعصاة ، وفيهم من فيه عبادة ودين بنوع من قلة العلم كما فى الإنس ، يميل إلى نظيره من الإنس ، فاليهود مع اليهود ، والنصارى مع النصارى ، والمسلمون مع المسلمين ، والفساق مع الفساق ، وأهل البدع والجهل مع أهل الجهل والبدع ، واستخدام الإنس لهم مثل استخدام الإنس للإنس ... ) اهــ .
ففى ماتقدم إجابة السؤال التقليدى الذى أزكم به بعض المتفيهقة أنوفنا ، كيف تعرف أن الجنى هذا صالح وذاك طالح ؟
سؤال سمج ، لاوزن له لو من الله عليهم ببعض العلم والنظر فى أحوال السلف الذين ادعوا أنهم على نهجهم لما سألوا هذا السؤال الذى ظنوه تعجيزاً .
ويقول رحمه الله قى " قاعدة جليلة " 42 :
( فمن كان متبعاً للأنبياء نصره الله سبحانه بما نصر به الأنبياء ، وأما من ابتدع ديناً لم يشرعوه ، فترك ماأمروا به من عبادة الله وحده لاشريك له واتباع نبيه فيما شرع لأمته ، وابتدع الغلو فى الأنبياء والصالحين والشرك بهم ، فإن هذا يتلعب به الشياطين ، قال تعالى { إنه ليس له سلطن على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون . إنما سلطنه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون } النحل .. ) أهــ .
و يقول رحمه الله تعالى فى ( النبوات صفحة 395 ) :
[[ .. والجن فيهم مسلم وكافر، فالمسلمون منهم يعاونون الإنس المسلمين ، كما يعاون المسلمون بعضهم بعضاً ، والكفار مع الكفار ، والجن الذين يطيعون الإنس وتستخدهم الإنس ثلاثة أصناف أعلاها : أن يأمروهم بما أمر الله به ورسله ، فيأمرونهم بعبادة الله وحده وطاعة رسله ، فإن الله أوجب على الجن طاعة الرسل ، كما أوجب ذلك على الإنس ]] اهــ .
يقول رحمه الله تعالى فى ( قاعدة جليلة فى التوسل والوسيلة صفحة 38 ومابعدها ) :
[[ والمؤمن العظيم يعلم أنه شيطان ويتبين ذلك بأمور :
أحدها : أن يقرأ آية الكرسى بصدق ، فإذا قرأها تغيب ذلك الشخص أو ساخ فى الأرض أو احتجب ، ولو كان رجلاً صالحاً ملكاً أو جنياً مؤمناً لم تضره آية الكرسى .....
ومنها : أن يستعيذ بالله من الشياطين .
ومنها : أن يستعيذ بالمعوذة الشرعية .
ومنها : أن يدعو الرائى لذلك ربه تبارك وتعالى ليبين له الحال .
ومنها : أن يقول لذلك الشخص : أأنت فلان ؟ ويقسم عليه بالأقسام المعظمة ، ويقرأ عليه قوارع القرآن .
إلى غير ذلك من الأسباب التى تضر الشياطين . ]] اهــ .
قصة الشيخ عبد القادر الجيلانى مع الشيطان :
(( كنت مرة فى العبادة ، فرأيت عرشاً عظيماً وعليه نور ، فقال لى : ياعبد القادر ! أنا ربك ، وقد حللت لك ماحرمت على غيرك ، قال : فقلت له ك أنت الله الذى لاإله إلا هو ؟ اخسأ ياعدو الله . قال : فتمزق ذلك النور وصار ظلمة ، وقال : ياعبد القادر ! نجوت منى بفقهك فى دينك وعلمك وبمنازلاتك فى أحوالك ، لقد فتنت بهذه القصة سبعين رجلاً ، فقيل له : كيف علمت أنه شيطان ؟ قال : بقوله لى : حللت لك ماحرمت على غيرك ، وقد علمت أن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم لاتنسخ ولاتبدل ، ولأنه قال : أنا ربك ، ولم يقدر أن يقول : أنا الله لاإله إلا أنا .. )) اهــ .
ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية فى " قاعدة جليلة " 38 وفى " مجموع الفتاوى " الجزء الأول 169 ومابعده .
اللهم اهدنا لأقرب من هذا رشداً